الأربعاء، 1 مايو 2019

لحظات الوداع (الجزء الثاني)


لحظات الوداع (الجزء الثاني)


رأى الحارس ظل شخص  يتقدم نحو مدخل قلعة المنصورة، فخرج من الحجابة ليعرف من هذا الشخص الذي يأتي إلى مكان مهجور، وفي مثل هذا الوقت من السنة.وما إن رآني حتى ارتسمت الابتسامة على وجهه وقال:أنت مجددا! أعترف أنك هزمتني بإصرارك لذا سأسمح لك بالدخول.

طبق الأرز اليابس

ذهبت إلى وسط الساحلة المقابلة للمطعم ووقفت متأملا، كل زاوية أنظر إليها إلا وقد تركت فيها ذكريات مع الأصدقاء. اتجهت إلى باب المطعم ذو الخمس نجوم، وطرقت الباب والضحك قد غلبني "أريد طبقا من الأرز اليابس كالعادة، فأنا لم أصب باضطراب المعدة منذ مدة".

المقاعد التي لا تقدر بثمن

وأنا أنتظر طبق الأرز اليابس، مررت على كل المقاعد المحيطة بالمطعم، ولم أترك مقعدا واحدا إلا واستلقيت عليه، متظاهرا بأنني أنتظر موعد حصص التطبيق المسائية المملة.

المكتبة الشقية

سيطر علي الملل فقلت في نفسي لم لا أذهب إلى المكتبة لأطالع بعض الكتب. سمحت لي المكتبة الشقية بالدخول لكن بشرط واحد، أن أعطيها عنوان كتاب واحد اقترضته منها. لم أتذكر سوى كتابين اثنين، حرب أكتوبر 1973 م ومختارات من قصائد محمود درويش.

المدرجات المهجورة

حملت كتاب قصائد محمود درويش، واتجهت إلى المدرجات المهجورة. فضلت الدخول إلى المدرج 2 على المدرج 1، وكأنني أعتذر عن المحاضرات الكثيرة التي أُلقيت فيه وتغيبت عنها. أخرجت قطعة طباشير من جيبي وكتبت على السبورة الخشبية: طلبة الباء ثلاثة مروا من هنا.

المسرح الروماني الصغير

كنت أصاب بالغثيان عندما أرى الخباشين في المسرح الصغير المحاذي للمدرج 1، لأنهم لم يحترموا خصوصية هذا المكان، ولكي أمحو آثارهم فيه قررت أن أرقص في وسط الحلبة حتى أفقد الشعور بالاتجاهات.

ماكينة البيع الشريرة

كنت قد أحضرت معي قطعا نقدية من مختلف الفئات، لا لشيء سوى لإجراء محادثة مع ماكينة البيع الشريرة، فعوض أن تكتب لي على شاشتها SELL ترد علي بـ SLT و CV .. وقبل أن تنفذ قطع الفكة لدي طلبت منها طلبا أخيرا، أن ترد لي النقود التي أخذتها مني من قبل فلم يظهر شيء على الشاشة. أخبرتها أنني أمزح معها وأنني سامحتها على فعلتها. تركتها وقد كان هذا *--* آخر ما ظهر على شاشتها.

طريق الخروج
في طريق خروجي من الباب الذي خرجت منه عندما تم قبولي في المدرسة، سمعت أصواتا غريبة تصدر من الحشائش على جانبي الطريق، ولطولها الكبير أصبحت موطنا لعدد كبير من الحيوانات. كان أفضل وداع، سيلفي وحيوانات محمية المنصورة من خلفي.